إن الإسلام يضع تشريعاته في ضوء تصوره العميق لطبيعة الناس وقدراتهم , ولعوامل الخير والشر النافذة فيهم, مبنيا ما يضرهم وما ينفعهم وما يسعدهم وما يشقيهم, لذلك عالج الإسلام قضايا الفرد والمجتمع علاجا جذريا, سواء بالترغيب أم بالترهيب.
الإسلام والزنا:
لقد أدرك الإسلام أن الزنا طريق منحرف لتصريف الطاقة الجنسية لما يؤدي من إختلاط الأنساب وإنهيار الأسر والمجتمهات وإنتشار الأمراض , وطغيان الرذائل وإنعدام الفضائل, ولذلك جاء التحذير منه شديدا والتحريم له أكيدا, فقال تعالي : ( ولا تقربوا الزني إنه كان فاحشة وساء سبيلا) .
والإسلام حين يحذر أو يحرم الزنا يدرك ما يلحقه بالفرد والمجتمع من أخطار وأضرار ومهالك , لأن الزنا يتسبب في الكثير من الأمراض والأوبئة الفتاكة مثل المرض الجرثومي المعروف ( بالإيدز) وهو من أخطر الأمراض التي عرفها الإنسان , ومرض السيفليس ومرض السيلان أو التعقيبة إضافة الي أضرار الزنا الإجتماعية والأخلاقية التي قد تفوق في خطورتها الأمراض الزهرية فكيف بالإثنين معا .
وقد جعلت الشريعة الإسلامية لكل من الزنا عقوبات هي الجلد والتعذيب والرجم : ( الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين ) { سورة النور : الآية الثانية}
وكذلك جعلت الشريعة الإسلامية عقوبة القتل للائط (( إذا أتي الرجل الرجل فهما زانيان)) وكذلك بالنسبة لعملية السحاق (( فاذا اتت المرأة المرأة فهما زانيتان ))